ليس الكولسترول بشحم مضرّ للإنسان بل هو موجود في أساس تكوين جسمه ويؤدّي وظائف أساسيّة فيه. قد يفاجأ البعض من قراءة ذلك، فالشائع عن الكولسترول أنه شحم مضرّ يؤدّي إلى انسداد شرايين القلب. المعلومة الثانية صحيحة أيضاً، لكن كيف يكون الكولسترول مضرّ ومفيد في آن معاً للإنسان؟ لماذا هو مفيد؟ وما هي تأثيراته الضارّة خصوصاً على قلب الإنسان؟ وكيف يتمّ التحكّم به؟ أسئلة عديدة يجيب عنها رئيس قسم القلب في مستشفى كليمنصو والبروفسور في طب القلب في الجامعة اللبنانيّة الدكتور إيلي شمّاس.
الكولسترول وأنواعه
يعرّف شمّاس الكولسترول على أنه شحم طبيعي موجود في جسم الإنسان ويؤدّي وظيفة مهمّة جدّاً، إذ يقوم بتكوين الخلايا وخصوصاً خلايا الدماغ. لذلك يعتبر الكولسترول مادّة ضروريّة لحياة الإنسان والخلايا لكنه يتحوّل إلى مادة خطرة إذا ارتفعت نسبته أكثر من المعدّل المفروض، ولكلّ عمر معدّل معيّن. وأوضح أن معدّل الكولسترول بالنسبة للإنسان غير المريض "يكون تحت الـ١٣٠، ويكون تحت الـ١٠٠ عند الإنسان الذي يعاني من أمراض مثل الضغط والسكّري وتحت الـ٧٠ بالنسبة للشخص الذي يعاني من انسداد في شرايين القلب أو قد أجرى جراحة قلب مفتوح أو روسور".
والكولسترول وفق شمّاس نوعين:
- النوع السيّء المعروف بالـLDL : يدخل هذا النوع من الكولسترول إلى الشرايين فيؤدي إلى انسدادها.
- النوع الجيّد المعروف بالـ HDL: يقوم بسحب الكولسترول من الدم ويأخذه إلى الكبد فيذهب في الخروج.
مخاطر الكولسترول وأعراضه
كلّما ارتفعت نسبة الـ LDL في الدم زادت نسبة المخاطر التي يسببها الكولسترول للإنسان. هذا ما أكده شمّاس مشيراً إلى أن "الكولسترول قادر على التسبب بانساداد أي شريان في الجسم، فإذا أقفل شرايين الرأس يسبّب الجلطة في الرأس، وإذا أقفل شرايين القلب يسبب الجلطة في القلب التي تعرف بالسكتة، وفي إمكان الكولسترول أن يؤدي إلى انسداد شرايين أخرى ما يؤدّي إلى النشاف. لكننا نتخوّف أكثر من انسداد شرايين القلب والرأس لأنها أكثر خطورة من غيرها".
أمّا عن أعراض الكولسترول السيء ونتائجها الخطيرة فيقول "لسوء الحظ ما من أعراض تشير إلى ارتفاع الكولسترول في الدم لذلك ننصح بإجراء فحص للكولسترول كل 6 أشهر". لكن مع تفاقم حالة المريض تظهر 3 أعراض أساسيّة وهي:
- ألم في القلب
- ضيق نفس
- التعب السريع أثناء السير أو ممارسة حركة بسيطة
مع ظهور هذه الأعراض يكون المريض قد دخل في مرحلة خطيرة هي مرحلة انسداد الشرايين لذلك ننصح بالوقاية التي تمنع المريض من الوصول إلى هذه المرحلة