أنواع الأدوية المسكّنة
هناك نوعان من الأدوية المسكنة: المسكنات المخدرة، والمسكنات غير المخدرة.
- المسكنات المخدرة:
هي مشتقة من الأفيون، وتعمل على وقف المنبّه المثير للألم عبر تأثيرها في الدماغ والحبل الشوكي، وهي مسكنات قوية تنفع في كبح الآلام الناتجة من الإصابات الخطيرة والسرطان والأزمات القلبية والعمليات الجراحية. ومن بين هذه الأدوية المسكّنة المخدرة: المورفين والكودايين والديميرول وغيرها. وتجدر الإشارة إلى أنه لا يجوز استعمال هذه الأدوية إلا بإشراف طبي، لأن سوء استخدامها قد يسبّب الإدمان، علماً أنه من الضروري تفادي تناولها من قبل الحوامل والمرضعات وسائقي السيارات والذين يؤدّون أعمالاً حساسة.
- المسكنات غير المخدرة:
تنجز عملها من خلال منع إفراز مركبات البروستاغلاندينات، وتفيد هذه العقاقير في تسكين الآلام الخفيفة إلى المتوسطة مثل الصداع وآلام الأسنان ووجع العضلات وآلام المفاصل وغيرها. ومن بين هذه الأدوية المسكنة غير المخدرة، الباراسيتامول الذي يعدّ من أكثر مسكنات الألم البسيطة شيوعاً، وهو مضاد للألم وخافض للحرارة، ويؤخذ بجرعات تراوح بين نصف غرام وغرام واحد بحيث لا تزيد الكمية اليومية عن ٤ غرامات.
وتدخل الأدوية غير الستيرودية في خانة المسكنات غير المخدرة، ومن أهمها النابروكسين والإيبوبروفين والأسبيرين، وتعمل هذه الأدوية على خفض مستوى الهورمونات التي تشعل الألم أو التورم. ولا توجد اختلافات جوهرية بين أفراد عائلة الأدوية غير الستيرودية من حيث الفاعلية، ولكن هناك اختلافات مهمة في درجة تحمّل الدواء والاستجابة الفردية. وتتميز المسكنات غير الستيرودية بفاعلية مسكنة للألم مشابهة لتلك التي يملكها الباراسيتامول، ولكن تناول جرعات كاملة ومنتظمة يعطي تأثيرات مضادة للالتهاب، ما يجعلها خياراً علاجياً في تدبير الألم المرافق للالتهاب.
مخاطر الإسراف في تناول الأدوية
إن تناول المسكنات والأدوية بشكل يومي خطير على صحّة الإنسان إذ لا يؤدي فقط إلى الفشل الكبدي أو الكلوي، بل يمكن أن يقود إلى الإصابة بمضاعفات أخرى من بينها:
- إرتفاع ضغط الدم
أثبتت إحدى الدراسات أن الرجال المتوسطي العمر الذين يتناولون المسكنات العادية مثل أسيتامونوفين وإيبوبروفين والأسبيرين معظم أيام الأسبوع من أجل علاج الصداع أو التهاب المفاصل أو آلام العضلات أو أية أوجاع أخرى هم أكثر عرضة من غيرهم لارتفاع التوتر الشرياني.
- الإجهاض
كشف باحثون دنماركيون أن الأدوية العاديّة المسكنة للألم يمكن أن تكون سبباً في زيادة خطر التعرّض للإجهاض عند الحوامل. ويزيد هذا الخطر مع التقدم في الحمل، وتحصل غالبية حالات الإجهاض بين الأسبوع السابع والأسبوع الثاني عشر بسبب تناول المسكنات.
- نقص السمع
إن تناول المسكنات باستمرار من جانب الرجال يقود إلى تعرضهم لنقص في السمع، وفقاً لدراسة أعدها باحثون من جامعة هارفارد وشملت أكثر من ٢٦ ألف رجل. فقد أوضحت الدراسة أن المسكنات تشكل خطورة على القدرة السمعية للرجال دون الستين من العمر. وتبين للباحثين أن الاستهلاك الدوري للأسبيرين يزيد من خطر التعرض لأذيات سمعية لمن هم دون الستين بنسبة ٣٣% مقارنة بالرجال الذين تناولوا المسكنات من حين إلى آخر، في حين لم يحدث مثل هذا الأمر لدى من تجاوزوا الستين.
أما الاستعمال الدوري للأدوية المسكنة غير الستيرودية فيزيد من خطر نقص السمع بنسبة ٦١% لمن هم دون الخمسين، وبنسبة ٣٢% عند من تراوح أعمارهم بين ٥٠ و٦٠، وفقط بنسبة ١٦% لمن تجاوزا الستين.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي
إن الإفراط في تناول المسكنات أو استخدامها عشوائياً يؤثر سلباً في الأنبوب الهضمي خصوصاً في القسم العلوي منه، فيتعرض للتقرحات التي يمكنها أن تتطور في العمق مسببة حدوث النزف أو الإنثقاب.