اللامبالاة هي واحدة من الأمور التي تصيب العديد من المراهقين في هذه الفترة الصعبة التي يمرون بها وسط اختلاط المشاعر لديهم وعدم قدرتهم على تحديد الاولويات في الحياة، الأمر الذي يترك الكثير من القلق لدى الأهل نظراً لما لهذا الأمر من نتائج سلبية على حياة المراهق الاجتماعية. وفي ان العديد من الاهل قد يكونوا مدركين لاسباب تعامل المراهقين مع الآخرين بلا مبالاة، يعملون جاهدين الى اعادة تصويب هذه العلاقة. الا ان الأمر يحتاج الى معرفة الاسباب والتي ستكون محور موضوعنا.
اسباب تعامل المراهقين مع الآخرين بلا مبالاة
تشير العديد من الدراسات التي اجريت حول المراهق وطرق تعامله مع المجتمع المحيط به، الى ان السبب الاساسي وراء مشاعر اللامبالاة التي يكنها المراهق تجاه والديه أو اشقائه، او حتى تجاه المجتمع القريب منه، مرده في كثير من الاحيان الى انه لا يزال يتمسك بحياة الطفولة غير آبه للمسؤوليات التي قد يتعرض لها رافضاً الدخول في مرحلة النضج. ومن هنا يجب على الاهل التمتع ببعض الليونة والرفق مع المراهق ما يساعده على تخطي هذه المشكلة والتحول الى شخص ناضج يتحمل مسؤولية نفسه وقد يبادر من أجل المشاركة في تخفيف أعباء المحيطين دون غضاضة.
الا ان اللامبالاة عند المراهق لا تقف عند هذا الحد فقط، بل هي تتنوع كثيراً وتختلف من شخص الى آخر، فمنهم من لا يأبه ببدء العام الدراسي وبالتالي يكون رافضاً كلياً لمبدأ المذاكرة أو اداء الواجبات المدرسية او التخطيط للمستقبل، ما يدفعه الى ترك المدرسة في كثير من الاحيان. في حين نرى ان هناك مراهقون آخرون يعتمدون مبدأ اللامبلاة في لحالتهم الصحية والجسمانية ما يدفعهن الى الادمان على آفات خطيرة مثل التدخين وتناول الكحوليات دون وعي بمخاطر تلك العادات الضارة.
وهذه مشاعر اللامبلاة كلها تعود الى سبب اساسي وهو حداثة السن وانعدام الخبرة في الحياة، ما يدفع الأهل الى التدخل السريع للحد من هذه المشكلة من خلال العمل على معرفة جميع خصائص فترة المراهقة النفسية والصحية والمرضية ما يسمح بالتعامل بشكل صحي مع المراهق، ما يسمح لهم ايضاً بطرح البدائل للشاب المراهق لتغيير وجهة نظر معينة.
كما يجب على الاهل العمل على مد الجسور مع ابنائهم والتحدث معهم للوصول الى قواسم مشتركة، وإشعارهم بالمسؤولية وتحميلهم نتيجة قرارتهم.